on Sunday, July 10, 2011 at 2:23am
لماذا لا ندفنه سريعا و نَهرُب..
يجب ان يكون الأمرهكذا دوما.
.سريع و مُتكتم..لِما علينا أن نجلس و ننتظر و ننتظر و ننتظر..
تنبعث تقاسيم القرآن المرتلة الى أذنى..أدُرك أنها من الاذاعة..بربكم.. أستطيع سَماعها فى المنزل..
نحتسى القهوة على المهل..بل على مهل المهل..تسرى مرارتها فى حلقى ف أتبعها ب قطعة حلوى..أحاول جاهداً ألا ألوكها كثيرا فى فمى فينفضح أمرى..قبل كل شىء يجب أن أكون وقورا..
العزاء عزاء مديرى فى العمل..لا مهرب..انا هنا ماكثاً الى الأبد أو الى أن يدرك أحدهم اننا حَزِنا بما فيه الكِفاية لنِرحل..
لقد مللت..لست حزينا بالمرة و أنا لا أعرف التظاهر..لم أكن أحب الرجل..و قبل كل شىء فهو لم يمت "فطيس" مات عجوزا مرتاحا مرفها فى سريره..
بل يجب ان أبتهج ف بموته صعدت درجة..
أبتسم للخاطر و أنتظر..
,,,
***
ينقطع النور..
ينكت أحدهم :"واضح أن المرحوم قرفته حلوة.."
تسير همهمة ضاحكة وسط الجالسين فأُدرك أننى لست وحدى الغير مكترث بموت الرجل..رغماً عني شعُرت ببعض الشفقة تجاه..وعاهدت نفسى ألا أضحك..
"للميت حُرمه يا ناس"
......
الوقت بالكاد يمر والملل يكاد يخترق الحاجز المادى ويخرج ليسلم على الحاضرين واحداً واحداً..
أميل على زميلى,:"مش ياله بقى ولا ايه يا مجدي.."
يزجرنى مجدى,:"عيب لازم نقعد للاخر انت عاوز الموظفين ياكلوا وشنا ولا أيه يا أخى؟!!.."
أعرف أنه مُحق لكن..
حسناً..حاولت التركيز مع المُقريء..لكن بعد دقائق فقدت تركيزي, بل أسطيعُ أن أقول لك أن خيالي أتسع وصور لي أشياءاً من نوعية "جهنم و بئس المصير" أستغفرت الله و حاولت التركيز مرةً أُخرى..
.....
وجدت نفسي بلا وعي أفكر فى عزائي الشخصى..عندما أموت وأكون فى نفس موقف المُدير..لا لا لا..لن يكون عزائي هكذا بل
سيكون مختلفاً بل و مبهجاً أيضا
قدر الأمكان, سأُوصي بالورود و المثلجات..نعم سيكون هذا لطيفاُ..و سأُوصي أيضاً ألا يدخل العزاء أحد اًكان يكرهني فى حياتي,فلن يختلف موقفه مني فى وفاتي وأنا في غنى عن لعناته..لا لا..لدي فكرة أفضل,سأكتب قائمة المدعويين رجالاً كانوا أو نساءاً و سأطبع دعاوى كذلك كى لا يخلط الأمر على أحدهم..كم سيكون هذا بديعا , سيكون أول أجتماعاً لمن أحبوني-أو من ظننت أنهم يحبوني- بدوني.. هل سيتذكروني بالخير..و يبكون ويدعون لى بالرحمة الواسعة..أمنى ذلك..لكن من هم فعلاً هؤلاء المدعويين..بدأت أعد القائمة فى ذهني..هذا أخى بالطبع سيكون موجوداً, و مجدى أيضا فهو رفيق الكفاح..لكن فتحى لا لأني أعرف أنه يكرهني ولا أعرف لماذا, سوف أسأله غداً و أدعوه على القائمة ان كان يريد المجئ أهلاً به وان لم يرد ف "طظ" , أخذت أستعرض معظم من فى حياتي و أدعو هذا و أتوعد لهذا حتى سئمت و غضبت,
"ماللى ييجي ييجي و اللي ما ييجي عنه ما جه..هو أنا هابقى فاضيلهم ف الوقت ده أصلاً "
فى هذه اللحظة أنتهى العزاء وقام مجدي وجرني من يدي لنسلم على أخي المدير المرحوم بأذن الله
خرجت من باب الصوان و أنا عازمٌ على شئ واحد أن يكون الجميع على القائمة دون أن تكون هناك قائمة أصلاً ,,سيكون الجميع حزيناً حقاً لأنهم أفتقدوني و لأنهم أحبوني بصدق..من اليوم لن يكون بيني و بين أحد عداوة..
خرجت من الصوان و أنا أمتم:"الله يرحمك يا سعادة المدير ويفشفش الطوبة اللى تحت دماغ حضرتك يا قادر يا كريم.."
***